تحت شعار “الأسماك السطحية الصغيرة في ظل الإكراهات المناخية والصيد المفرط، نحو تدبير مرن ومستدام”، أعطت السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، يوم الخميس بالرباط، الانطلاقة الرسمية لأشغال ورشة علمية دولية تمتد على مدى يومين(13- 14 أكتوبر 2025).
الورشة، المنظمة بمبادرة من كتابة الدولة وبشراكة مع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH)،تأتي لتوحيد جهود نخبة من الخبراء والعلماء وصناع القرار والمهنيين لمناقشة رهانات استدامة موارد الأسماك السطحية الصغيرة، مثل السردين والإسقمري ، في ظل تزايد ضغوط جهد الصيد وتفاقم آثار التغيرات المناخية.
وفي كلمتها الافتتاحية ، أكدت السيدة الدريوش أن اللقاء ينسجم مع الرؤية الملكية السامية لحماية المحيطات والحفاظ على ثرواتها للأجيال القادمة. مشددة على الأهمية الاستراتيجية لهذه المصايد في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، حيث تمثل حوالي 40% من المصطادات العالمية وتوفر مصدراً أساسياً للبروتين لأكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم، كما تضطلع بدور حيوي في تعزيز صمود المجتمعات الساحلية، خاصة في غرب إفريقيا. حيث ودعت بالمناسبة إلى توحيد الجهود ضمن مقاربة إقليمية منسقة، قائمة على العلم والتشاور، لمواجهة تحديات الاستغلال المفرط وأساليب التحويل غير المستدامة.

الجلسة الافتتاحية شهدت توقيع مذكرتي تفاهم هامتان لتعزيز التعاون العلمي وتبادل البيانات البيئية اللازمة للتدبير المستدام للموارد السمكية. الأولى وُقعت بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (INRH) والمنظمة الدولية ميركاتور أوشن بفرنسا (Mercator Ocean International)، والثانية مع المعهد الأول لعلوم المحيطات بالصين First Oceanographic Institute. حيث أبرز السيد محمد نجيح، مدير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في معرض مداخلته جهود المعهد لضمان التتبع العلمي الدقيق لمخزونات هذه الأسماك وبيئتها الطبيعية.
وتركز نقاشات الورشة، التي تتواصل حتى يوم الجمعة 17 أكتوبر، على دراسة وضعية المخزونات في المنظومة البحرية لتيار الكناري (المغرب، موريتانيا، السنغال)، وعرض نتائج متقدمة في مجال الرصد والنماذج البيئية والتنبؤ العلمي، بالإضافة إلى استلهام نماذج التدبير المستدام من أنظمة التيارات الصاعدة الكبرى مثل “بنجويلا” و”همبولت”. وستُخصص مائدة مستديرة استراتيجية لموضوع الحكامة والسياسات العمومية، مع إشراك المهنيين كشركاء أساسيين في تنزيل الحلول، في خطوة لتأطير الأطر التنظيمية وآليات إدماج البعد المناخي والبيئي في اتخاذ القرار. ومن خلال تنظيم هذه الورشة، يجدد المغرب التزامه الراسخ بتعزيز تدبير مستدام للموارد السمكية، انسجاماً مع أهداف اليوم العالمي للتغذية نحو نظم غذائية مرنة وعادلة.





















































































