مع انطلاق القمة العالمية للمحيطات في نيس، تبرز حماية العوالق كأولوية قصوى،في ظل تحديات تهديدات الاحتباس الحراري والتلوث، حيث يعمل العلماء على فهم أفضل وحماية هذه “المراعي المحيطية” الضرورية لبقائنا.
العوالق: حياة وفيرة في قطرة ماء
على متن “بيرسيفيرانس”، سفينة مختبر راسية في بريست، يدرس العلماء العوالق بمراقبة لون البحر.
لولا دابوسي، مهندسة في علم الأحياء، تدرب الطاقم على “صيد” العوالق باستخدام شبكة صغيرة ذات فتحات دقيقة.
تشرح أن كلمة “بلانكتون” (العوالق) “تأتي من الكلمة اليونانية ‘بلانكتوس’ التي تعني ‘تائه’ أو ‘متجول’، وتشير إلى الكائنات التي تنجرف مع التيارات”.
أنواع العوالق ودورها الحيوي
توجد عدة أنواع من العوالق: العوالق النباتية (الفيتوبلانكتون)، وهي نباتات دقيقة، و العوالق الحيوانية (الزوبلانكتون)، وهي حيوانات دقيقة.
لإظهار هذه الكائنات، ترفع لولا دابوسي الشبكة، تشطفها، ثم تمرر الماء في مرشح قادر على التقاط أشكال بحجم اثنين من الألف من الملليمتر،حيث يصبح المرشح عندها أخضر تمامًا.
لمراقبتها بشكل أفضل، تمرر العالمة العوالق تحت مجهر متصل بجهاز لوحي. على الشاشة، تظهر عشرات العوالق الصغيرة.
“هنا، هذا هو ‘ثلاسيونيما’ الذي له شكل مميز يشبه فرشاة الشعر”، تشرح، “وهذا هو ‘الكوبيبود’. أعتقد أنه يأتي من ‘سيكلوب’ [العملاق ذو العين الواحدة]، لأنها قشريات لها هوائيات وعين واحدة. الكوبيبود هو حقًا قاعدة السلسلة الغذائية للأسماك الدهنية مثل السردين والأنشوجة”.تقول دابوسي.
رصد العوالق عبر لون المحيط: أداة جديدة للمراقبة
يهدف الباحثون إلى التمكن من تحديد كمية العوالق في منطقة معينة بمجرد النظر إلى صور الأقمار الصناعية بناءً على لون الماء. سجلت لولا بالفعل تركيبة الماء وإحداثيات GPS، وستربطها بصورة ملتقطة من الفضاء. سيقوم حوالي عشرين قاربًا بنفس عمليات المسح في جميع المحيطات.
وتلخص دابوسي : “الهدف هو محاولة ربط لون الماء بتركيبة الكائنات الدقيقة. كلما كان الماء أخضر، زاد عدد العوالق فيه”. وتؤكد أنه إذا اختفت العوالق، “فإن الماء سيميل إلى أن يصبح أكثر زرقة”.
تهديدات العوالق: تداعيات على المناخ والحياة البحرية
تتسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات التي أصبحت أكثر حمضية ، و التلوث الكيميائي والتلوث بالبلاستيك في الاضرار بالعوالق ، حيث تشهد بعض المناطق انحسارا لها، وهو ما ينعكس على عدد وحجم الأسماك الأصغر.
ومع ذلك، تلعب العوالق دورًا حاسمًا في المناخ، تمامًا مثل النباتات التي تنمو على اليابسة بفضل ظاهرة التمثيل الضوئي.
يوضح المستكشف جان لوي إتيان: “إنها نفس القدرة التي تتمتع بها النباتات على اليابسة، فالعوالق النباتية في البحر تلتقط ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء، وتحوله إلى طعامها تحت تأثير الشمس. ولذلك، من الواضح أن هذه المروج المحيطية التي تشكلها العوالق النباتية، لها دور أساسي في المناخ”.
تستقبل العوالق 30% من الكربون الذي يطلقه البشر، وتنتج نصف الأكسجين الذي نتنفسه. وهذا هو السبب في أنه من الضروري حماية البحر وبالتالي العوالق. لمعرفة مدى صحتها، سيتمكن العلماء قريبًا ببساطة من مراقبة لون المحيطات.





















































































