في حدثين رفيعي المستوى نظمهما المغرب يوم الثلاثاء، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بمدينة نيس، حيث تمحور الحدث الأول، الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، حول “الطموح الأزرق لإفريقيا: التزام المغرب من أجل التعاون الإقليمي”. بينما ركز الحدث الثاني، الذي نظمته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، على موضوع “الابتكار في إفريقيا لتسريع تنفيذ الهدف 14 للتنمية المستدامة على الصعيد العالمي”.
و في كلمتها الافتتاحية في اللقاء الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري و الذي جمع خبراء وصناع قرار وشركاء في حكامة المحيطات، دعت السيدة زكية الدريوش إلى تكاتف جهود الدول والمؤسسات البيئية لجعل المحيط رافعة للتنمية المستدامة والتكامل الإقليمي،مؤكدة أن حماية الموارد البحرية أصبحت واجبًا جماعيًا.
و شددت السيدة الدريوش على أن المحيط ، بصفته ملكًا مشتركًا للبشرية، لا يمكن الحفاظ عليه إلا من خلال تعبئة تضامنية ومنسقة، خاصة على المستوى الإقليمي. مضيفة أن مساهمات المشاركين من مختلف الخلفيات – علمية، وحكومية، واقتصادية، ودبلوماسية – تعكس ثراء المقاربات الإفريقية وجدوى الحلول التي يمكن لقارتنا أن تقدمها للأجندة العالمية للمحيطات.
وأوضحت كاتبة الدولة أن هذه الفعاليات تأتي استمرارًا لـ “الأسبوع الإفريقي للمحيطات” الذي استضافته طنجة في أكتوبر الماضي، حيث أكدت إفريقيا بقوة على رغبتها في أن تكون صوتًا موحدًا وطموحًا واستباقيًا في المفاوضات الدولية المرتبطة بالمحيط.
“نحن اليوم في نيس نواصل هذه الدينامية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن إفريقيا لا ينبغي فقط أن تسمع، بل يجب أن يعترف بها كقوة اقتراحية. إننا، معًا، نملك القدرة – بل والمسؤولية – لجعل الطموح الأزرق لإفريقيا واقعًا ملموسًا يخدم الاستدامة والسيادة والازدهار المشترك”.تقول الدريوش.
مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات: محطة محورية في ظل تحديات متزايدة
يُعد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، بمشاركة أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 1500 مندوب من نحو 200 بلد، محطة محورية في الأجندة الدولية لحكامة المحيطات. وتناقش الدورة قضايا حيوية مثل الصيد المستدام، والتلوث البحري، والتفاعلات بين المناخ والتنوع البيولوجي، في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بتغير المناخ، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتلوث البحري، والصيد الجائر وغير المشروع.
تأتي هذه الدورة بعد انعقاد النسختين السابقتين في نيويورك عام 2017 ولشبونة عام 2022، مما يؤكد استمرارية الجهود الدولية لمعالجة قضايا المحيطات الملحة.