بدأت أرامكو السعودية وشركة ماكديرموت أعمالهما في إنشاء مصنع جديد داخل مجمع الملك سلمان العالمي للصناعية البحرية وخدماتها في رأس الخير ومن المتوقع أن يكون الموقع الإجمالي الذي تقوم بتطويره شركة أرامكو السعودية أكبر مجمع للصناعات البحرية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط من حيث الإنتاج والقدرة والحجم، الذي من المخطط أن يساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 63,7 مليار ريال لتتحول المملكة حينها إلى قطب أعظم للصادرات الصناعية. وفي إطار التطوير، تقوم شركة مكديرموت ببناء منشأة حديثة على مساحة 1.2 مليون م2 تشمل مكاتب ومنصات أعمال مسبقة الصنع ومتاجر كبيرة للتجميع قادرة على تصنيع المنصات والوحدات النمطية لكل من المشروعات البحرية والبرية لأرامكو السعودية وغيرها من العملاء في المنطقة.
وستشمل المنشأة ما يصل إلى 80,000 متر مربع من المتاجر المغطاة لإيواء أحدث تكنولوجيا التشغيل الآلي وستشمل أيضًا حاجزًا معزّزًا بطول 580 مترًا يوفر الوصول البحري. وقال أحمد السعدي، نائب الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية للخدمات الفنية بأن من المقرر أن يوفر مجمع الملك سلمان الدولي للصناعات والخدمات البحرية فرصًا للصناعات الإستراتيجية للعمل والازدهار في المملكة وتمكين توطين الصناعة البحرية.
فيما قال محمد العساف، نائب رئيس أرامكو السعودية لتطوير الأعمال الجديدة بأن فريق ارامكو قد عمل بلا كلل لعدة سنوات لإنشاء البنية التحتية التي يمكن من مكديرموت والمستأجرين الرئيسيين الآخرين داخل المجمع إنشاء مرافقهم فيها. وأضاف العساف بقوله “ومع تقدم مكديرموت، فإننا نقترب خطوة من المجمع الذي يعمل كمركز لخلق فرص العمل وتطوير سلسلة التوريد وفقًا لأهداف الرؤية السعودية 2030”.
ووقعت أرامكو السعودية في مارس 2019، عقد إيجار أرض لمنح مكديرموت إنشاء منشأة التصنيع واستفادتها من البنية التحتية الواسعة المعقدة التي يتم تطويرها من قبل أرامكو السعودية. وتتضمن هذه البنية التحتية سكن الموظفين والمرافق الطبية ومناطق الترفيه التي ستدعم الشركة في جذب القوى العاملة والاحتفاظ بها بمحتوى وطني سعودي كبير.
وسيضم المجمع منطقة لصناعة السفن العملاقة تتكون من حوضين جافين ومباني صناعية لصناعة محركات السفن بالشراكة مع شركة هيونداي بالإضافة إلى منطقة أخرى لتصنيع المنصات البحرية والحفارات، وكذلك منطقة إصلاح للسفن وصيانتها، وهنالك الجزء الخاص بسفن الإمداد البحري الذي يحتوي على عدد من المراسي الجافة ورافعات السفن الخاصة بإصلاح وبناء سفن الإمداد البحري. وسيتم العمل بموجب مذكرة تفاهم موقعة مع الهيئة الملكية بالجبيل التي ستعمل على تطوير منطقة التجمعات البحرية بالكامل.
وتصل الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 40 مليون طن سنويًا، ويتولى تنفيذ المشروع شركتان في مرحلته الأولى التي تنتهي عام 2021، بينما يعمل في المرحلة التي تنفذ متزامنة ثلاث شركات أخرى. وتنظر المملكة بعمق للدور الاستراتيجي للمجمع في أعمال الصيانة الضخمة لناقلات النفط والتي تواجه أحياناً ضغوطاً دولية لتحديث محركاتها بما يتفق مع التشريعات الدولية البيئية ما يجعل من مجمع الملك سلمان للصناعات والخدمات البحرية مقصداً لتلك السفن لإعمال الإصلاح والتطوير والصيانة مما يؤدي بالنهاية إلى ارتفاع الطلب لخدمات المجمع ليبدو مركزاً رئيساً والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
وتكرس شركة أرامكو جهود ضخمة في خوضها معمعة الصناعات البحرية بضخ مئات المليارات من الدولارات لاحتضان هذه الصناعة ومن أهم الآثار الاستراتيجية لمجمع الملك سلمان للصناعات البحرية توطين المعرفة والخبرة، وتحقيق أمن الإمدادات، وخفض تكلفة المنتجات والخدمات البحرية، وتطين سلاسل الإمداد والتوريد. في حين يشير الجدول الزمني لمشروع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية بأن البنية التحتية سيتم إنجازها جزئيًا في ديسمبر 2020، والإنجاز النهائي للمشروع في أكتوبر 2022. فيما ستبدأ الشركة العالمية للصناعات البحرية أعمالها في ديسمبر 2020، إضافة إلى بدء الأعمال لمشروع المحركات البحرية في يونيو 2021، بينما سيتم تشغيل مرافق مشروع المنصات البحرية في أغسطس 2022، وبدء أعمال مصنع صب وتشكيل المعادن في سبتمبر 2021