دعى حسن السنتيسي رئيس الفدرالية الوطنية لصناعات و تثمين السمك الى إعادة تنشيط الاتحاد الأفريقي للأطعمة البحرية (AFIEX) من أجل تآزر قاري أفضل.
و قال السنتيسي ان المغرب و تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله، يولي أهمية كبيرة الى تنمية افريقيا، حيث مكن التعاون المغربي الافريقي من خلال الكومافات التي تمكين عدد من الدول من دعم لوجيستي و تقني في مجال البحث العلمي في الصيد البحري لتحسين تدبير مصايدها و تثمين مواردها البحرية.
و هو ما أكده الوزير الصديقي، في كلمته الافتتاحية بخصوص التزام المغرب باقتصاد أزرق مستدام وشامل، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
دعوات التعاون بين المنظمات المهنية و الهيئات ذات الاختصاص في تدبير المصايد الحكومية و غير الحكومية عبر عنها المشاركون في أشغال المنتدى الدولي للصناعات السمكية الذي انعقد بالدارالبيضاء في 15 ماي، و الذي جعل من موضوع الاستدامة محور له.
أكثر من 32 محاضرً و خبيرا من خلفيات مختلفة أجمعوا على أهمية التدبير الرشيد للموارد البحرية كشرط لتحقيق الإستدامة، خلال أشغال الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للصناعات السمكية المنعقد في الدارالبيضاء في 15 ماي.
عروض و مداخلات غنية استعرض من خلالها الخبراء و الباحثون التجارب و الممارسات والابتكارات الناجحة في الإدارة المستدامة للموارد السمكية على المستوى الإقليمي و القاري و الدولي، ة بما فيها المغربية في قطاع الصيد البحري.
الدورة الثالثة للمنتدى الدولي للصناعة السمكية، الذي ينظمه الاتحاد الوطني لصناعات تجهيز وتثمين منتجات الصيد (FENIP) بشراكة مع البرنامج السويسري لترويج الواردات (SIPPO) والهيئة العامة للصيد البحري في المتوسطي (CGPM)، الذي انعقد في 15 مايو 2024 بالدار البيضاء. وقد انعقد هذا الحدث، الذي ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، تحت شعار: “التعاون من أجل الاستدامة: وجهات نظر متقاطعة للبحث والتخطيط والقطاع الخاص”.
ويهدف المنتدى، الذي جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين في صناعة الصيد، بما في ذلك ممثلو الحكومة والباحثون وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليون، إلى تبادل الخبرات وتحديد الحلول المبتكرة لتعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لصناعة الصيد البحري المغربية.
اللحظات الرئيسية للحدث
أكد السيد حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس FENIP، على الأهمية الحاسمة لاستدامة صناعة صيد الأسماك، مبرزا المساهمات الكبيرة للقطاع الذي يمثل 2,3% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني ويحقق رقم معاملات قدره 28 مليار درهم في سنة 2023، مما يضمن أزيد من 8% من إجمالي الصادرات وحوالي 35% من الصادرات الغذائية.
وفي مواجهة التحديات الحالية مثل تغير المناخ وظهور الأنواع الدخيلة، دعا السيد السنتيسي إلى اتخاذ تدابير جريئة لتعزيز مرونة هذه الصناعة، كما شدد على أهمية الإدارة المستدامة للأرصدة السمكية في أعالي البحار والحاجة إلى سياسات مبنية على دراسات علمية دقيقة لتنظيم مصايد الأسماك.
المبادرات والابتكارات
وبالنظر إلى حالة الموارد ومستوى التقدم المسجل في تطور قطاع صناعة صيد الأسماك، فقد تم تحديد الابتكار والبحث والتطوير كركائز أساسية لتعظيم تثمين الموارد البحرية مع تقليل البصمة البيئية. حيث سلط المنتدى الضوء على العديد من المبادرات الرئيسية، مثل تطوير خطط إدارة تربية الأحياء المائية وتشجيع استزراع الأعشاب البحرية. كما تمت مناقشة استخدام تقنية blockchain لتقييم المخزون والحصص القابلة للتحويل كحل مبتكر.
أهمية الاحياء المائية
المنتدى سلط الضوء على الدور الحاسم والمستقبلي لتربية الأحياء المائية، وهو نشاط لا يزال في بداياته، ومن المتوقع أن يكون رافعة للنمو الأزرق وبديلا للصيد البري. حيث يعد تطوير خطط تنمية تربية الأحياء المائية وتشجيع تربية الأعشاب البحرية من بين المبادرات الرئيسية لتحقيق إمكانات تربية الأحياء المائية في المغرب.
الالتزام والشراكة بين القطاعين العام والخاص
الجامعة الوطنية لصناعات و تثمين السمك FENIP دعت إلى إصلاح نظام تسويق الأسماك الصناعية، من خلال إشراك المزيد من القطاع الخاص والمنظمات المهنية.
حيث شددت على ضرورة وجود شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات واغتنام الفرص لتحقيق التنمية المستدامة. كما ناقشت أهمية تعزيز الاستهلاك المحلي بالإضافة إلى جهود التصدير.
اجتماعات B2B وصناعة الفرص
فعاليات هذا الحدث، عرفت تنظيم جلسات اجتماعات B2B، مما يسهل التبادلات المثمرة بين مشغلي صناعة صيد الأسماك والعملاء والمنظمات الدولية. وسمحت هذه اللقاءات للشركات المغربية بعرض منتجاتها واستكشاف أسواق جديدة. وتمحورت المناقشات حول فرص التصدير والتعاون التكنولوجي ومبادرات الاستدامة المشتركة، مما يعزز مكانة المغرب كلاعب رئيسي في التجارة الدولية للمنتجات السمكية.
التجربة الأمريكية في مصايد الأسماك المستدامة
المناسبة كانت فرصة لتسليط الضوء على التكنولوجيا الناشئة التي تم تطويرها في الولايات المتحدة لدعم مصايد الأسماك المستدامة. منها على الخصوص تقنية blockchain لتتبع المعاملات عبر سلسلة التوريد، بالإضافة إلى الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي لتحديد أنواع الأسماك، والحمض النووي البيئي (eDNA) لاكتشاف وجود الأنواع في البيئة دون رؤيتها مباشرة.
كما تمت مناقشة الحوافز لمنتجي وموردي المأكولات البحرية لتبني هذه التقنيات، بما في ذلك فيما يتعلق بتحسين الامتثال التنظيمي وزيادة القيمة السوقية. وتم تقديم مثال ملموس على استخدام المنتجين المكسيكيين للحمض النووي eDNA للتأكيد على أن ممارساتهم في صيد الأسماك تلبي معايير الاستدامة، من خلال الكشف عن الاستخدام غير القانوني للطعم. أتاحت هذه التكنولوجيا تحديد المخالفين واستهداف الجهود التنظيمية.