ما تعرفه مصيدة المنطقة الجنوبية من إغلاق مؤقت و بشكل متردد،يؤثر بشكل مباشر على استقرار نشاط الصيد و على الدورة الاقتصادية، ليس إلا نتيجة حتمية و ضرورة قسرية لإنقاذ المخزون السمكي ومعه انشطة الصيد البحري.
فقبل اشهر اصدر قطاع الصيد البحري قرارا -وصف بالجائر – لانعاش مخزون الاخطبوط، بغض النظر عن تداعياته السوسيو اقتصادية على جهة الداخلة وادي الذهب.
و في الوقت الذي أصدرت ذات السلطة الحكومية في الصيد البحري وقف نشاط الصيد شمال سيدي الغازي قبل أسابيع، أعلنت عن قرار بوقف نشاط الأسماك السطحية(دون الأسقمري) شمال و جنوب الداخلة الميناء .
وقف الإحداثيات المبينة فالمناطق المعنية بالحظر تعني سفن الصيد بالمياه المبردة، كونها تمارس الصيد على مسافة20ميلا بحريا فيما مراكب صيد السمك السطحي (التقليدية)، تمارس الصيد على مسافة 12 ميلا بحريا.
حسب موقع المرصد العالمي للصيد “كلوبال فيشينغ واتش” فإن الجهد الممارس على المناطق المحظورة يسجل اعلى القياسات، و هو ما تعكسه السحابة الخضراء في الصورة حيث يصل معدل الجهد إلى أكثر من 14 ساعة مسح على مساحة0,5 كلم مربع.
ذات الموقع كشف بيانات تخص سفن الصيد المجهزة بنظام الرصد AIS،و كلها مسجلة بالمغربMAR، عن الفترة الممتدة من 17 الى27 يونيو من السنة الجارية بلغ جهد الصيد على المنطقة الواقعة على الإحداثيات 24و 25 شمالا أزيد الف ساعة .
وزارة الصيد البحري و قبل سنوات عمدت إلى وضع نظام مراقبة و تتبع للمصطادات لدى الأسطول الوطني لسفنRSW، حيث و بتتبع مسار السفن التي رصدها موقع “كلوبال فيشنغ واتش” فكل السفن المغربية تنشط على مسافة 20 ميل بحري 24و 25 شمالا، و أكثر من 12 ميل بحري بالإحداثيات 22 و 23 شمالا.
بالمقابل ووفق مصادر أخرى فإن جرائم في حق الثروة السمكية تجري على مدار الساعة أبطالها سفن الصيد الأجنبية خصوصا الروسية.
مصادر أخرى حذرت من ممارسات غير رشيدة للأسطول الهولندي متمثلة في الصيد الجائر، و هو الاسطول بالمتورط في جرائم مماثلة حول العالم، حيث تمتلك شركاته وحدات صناعية عائمة، كما أن هذه الشركات شرعت في ابتلاع الشركات الأوربية الصغيرة في الصيد، لافتة إلى أن هولندا استحوذت على حصص اكثر الدول المستفيدة من حق الاستغلال بموجب اتفاقية الصيد بين المغرب و الاتحاد الأوربي.
تراجع مخزون السمك السطحي يعني اختفاء باقي الأحياء أعلى السلسة الغذائية من الأحياء المفترسة،و التي تتغذى على الأسماك السطحية.
و إلى جانب الأسماك التونيات و الحيتان و الدلافين و الرخويات، هناك الطيور والفقم التي غالبا ما يشكل السردين غذاءها و مصدر ها الحيوي من البروتين و الذهون. وهي عناصر مغذية تمد هذه الأحياء بالطاقة لمواصلة هجراتها المنتظمة حول المحيطات.
و هو ما يعني إحداث اختلالات في النظم الإيكولوحية بالمنطقة الجنوبية للمملكة و المصنفة اكبر خزان للموارد البحرية للمغرب و سلة العالم من السردين ذي الجودة العالية عالميا.
إن قرار وقف نشاط الصيد في منطقة محددة جغرافيا و زمنيا في شهر واحد، غير كافي مقارنة مع حجم الأسطول المتردد على المصيدة من بوجدور حيث يقدر عدد الوحدات 21 مركبا للصيد السمك السطحي بعدما كان 11 مركبا ، تمارس الصيد على مدار الساعة ، دون الحديث عن التجاوزات و الاختلالات التي اصبح يعرفها القاصي و الداني ، فضلا عن أسطول ما يسمى مجازا بالتناوب/القار بالدائرة البحرية للداخلة، و أسطول الصيد بالمياه المبردة ، و الأسطول الروسي و أسطول الاتحاد الأوربي.
و الأجدر هو خفض جهد الصيد بتقليص الأسطول ووضع شروط اكثر صرامة، لولوج المصيدة، و مراقبة نشاط صيد الأسطول الأجنبي و الممارسات على السطح ، مع رفع قيمة رخص الاستغلال مقارنة مع قيمة المنتوج ، و رفع الرسوم على البيع مقارنة مع رقم المعاملات.
هي اجراءات قابلة للتنفيذ بكل موضوعية و مسؤولية، و تضع السلطة الحكومية و المستثمر أمام مسؤولياته بالتعاقد على استغلال الموارد البحرية بشكل مستدام.
كتبها للمغرب الأزرق حاميد حليم
مستشار في الإعلام البحري و التواصل.