يستعد فريق غوص من شخصين سبر عمق “تشالنجر ديب” الذي يقع على مستوى 36 ألف قدم في أعماق المحيط الهادئ ،و هي للأشارة و هي أعمق نقطة معروفة في قاع المحيط على كوكب الأرض.
الفريق الذي سيعمل على التقاط الصور والبيانات، يضم كلاً من فيكتور فيسكوفو، وهو مستكشف لأعماق البحار ومؤسس شركة الأبحاث المتخصصة في عالم المحيطات “كالادان أوسيانيك”، كقبطان للغواصة وعالمة المحيطات، الدكتورة داون رايت، كمتخصصة في البعثة الاستكشافية. سيتولى قيادة الرحلة وتنسيقها قائد الرحلة الاستكشافية روب ماكالوم، مؤسس شركة “آيوس إكسبيديشنز”.
هذا وستقوم الدكتورة رايت، باعتبارها كبيرة العلماء في شركة “إزري“، الرائدة عالمياً في مجال المعلومات حول المواقع وتقنية أنظمة المعلومات الجغرافية، بدعم عملية الغطس من خلال خبرتها في مجال الجيولوجيا البحرية وتكنولوجيا الجغرافية المكانية الخاصة بالشركة. ومن خلال هذه الرحلة الاستكشافية، ستصبح الدكتور رايت واحدة من الأشخاص القلائل- وأول سيدة من ذوي البشرة السمراء- التي تقوم بزيارة عمق “تشالنجر ديب” الواقع في خندق ماريانا.
وقالت رايت في هذا الصدد: “إنني متحمسة لدعم الأهداف العلمية والمتعلقة برسومات الخرائط لكلّ من فيكتور وفريقه في ’كالادان أوسيانيك‘ وتعزيز العلاقة بين الشركتين.” وأضافت: “تمثّل هذه البعثة فرصة رائعة لرسم خرائط أكثر تفصيلاً لعمق ’تشالنجر ديب‘ بأكمله، وكذلك لتحقيق حلمي بزيارة هذا الموقع. لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها عن الغالبية العظمى من كوكبنا. ولهذا السبب فإن فهم المحيطات بشكل أفضل يعتبر من المساعي العلمية الهامة”.
وتخطط داون رايت لنشر سلسلة من الخرائط والبيانات التي تم جمعها أثناء رحلة الغوص الاستكشافية على ’أطلس العالم الحيّ آرك جي آي إس‘ من ’إزري‘، وهي أبرز مجموعة من المعلومات الجغرافية، والتي تشمل الخرائط والتطبيقات وطبقات البيانات، من جميع أنحاء العالم. يتمثّل الغرض الأساسي من إتاحة هذه البيانات في توفير المعرفة حول شكل وبنية هذا الجزء الأعمق من الكوكب، وكذلك كيفية تأثير النشاط البشري على مثل هذه الأماكن. علاوة على ذلك، تعدّ خرائط قاع البحار عنصراً لا غنى عنه في محتلف الأنشطة، بدءاً من الملاحة البحرية وصولاً إلى نمذجة المناخ. إذ توفر فهماً ثلاثي الأبعاد لحجم المحيطات الذي يحتاج إليه علماء المناخ لبناء نماذج أفضل للتغير المناخي، والذي يحتاج إليه أيضاً دعاة الحفاظ على البيئة من أجل تقييم وتصميم المناطق البحرية المحمية بشكل كامل.
كما يعتبر فيكتور فيسكوفو، الذي سيستضيف رحلة يوليو ويقود الغواصة، شريكاً تشغيلياً ومؤسساً مشاركاً لشركة “إنسايت إكويتي”. وقد قام بالغوص إلى أعمق النقاط في جميع محيطات العالم الخمس، وزار بالفعل عمق “تشالنجر ديب” 12 مرة. للقيام بذلك، قام بتكليف شركة “تريتون سابمارينز” المحدودة لتصميم وبناء “ليميتينج فاكتور”، المركبة الوحيدة المصرّح باستخدامها تجارياً لعمق غير محدود، والقادرة على زيارة أي محيط بشكل متكرر، على أي عمق وفي أي وقت من السنة. والحقيقة التي لا تعرف كثيراً هي أن السيد فيسكوفو قاد الغواصة إلى أعمق خمس نقاط في المحيط: وهي عمق “تشالنجر”، وأفق المياة العميقة “هورايزون”، و”شول”، و”إمدن”، و”سيرينا ديب”، الواقعة على التوالي في جزر ماريانا وجزر تونغا وجزر كرماديك والفلبين، وكذلك في أخدود ماريانا.
وأشار فيكتور فيسكوفو في حديثه خلال أحد مؤتمرات “تيد” في عام 2019 بالقول: “تغطي المحيطات نحو 70 في المائة من سطح كوكبنا إلا أن 95 في المائة منها لا يزال غير مسكتشف. فما نحاول القيام به من خلال رحلتنا الاستكشافية هذه هو بناء واختبار غواصة يمكنها الغوص إلى أي مكان في أعماق الكوكب. . . مراراً وتكراراً، وهذا ما لم يحدث من قبل. ستساهم هذه [الغواصة] بفتح المجال للاستكشاف وستسمح لنا باكتشاف أشياء لم نكن نعلم بوجودها من قبل”.
وأضاف قائد الرحلة الاستكشافية روب ماكالوم: “تعدّ هذه الغواصة الرائعة هي الأداة الرئيسية لاستكشاف الحدود الأخيرة لكوكب الأرض: منطقة هادال. الاكتشافات التي ستتيحها خلال مسيرتها تكاد تفوق الخيال”.
سينطلق فيكتور فيسكوفو وداون رايت في الرحلة الاستكشافية بشهر يوليو من جزيرة غوام لاختبار نظام سونار قادر على الوصول إلى أعماق المحيط بالكامل هو الأول من نوعه في محاولة لرسم خرائط وفق قياس أكثر دقة على عمق يزيد عن ستة أضعاف عمق جراند كانيون. سيستخدم فريق البعثة من شركة “كالادان” والدكتورة داون رايت برمجية “جي آي إس” الخاصة بـ “إزري” للمعالجة اللاحقة لبيانات نظام سونار الأولية، وإنتاج ما يأملون أن يكون الخريطة الأكثر تفصيلاً حتى الآن لأعمق موقع على الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن فيكتور فيسكوفو وداون رايت يدعمان العلوم البحرية من خلال عضويتهما الفردية في نادي المستكشفين، وهو مجتمع مهني يتخذ من نيويورك مقراً له ويعزز الاستكشاف العلمي والدراسات الميدانية. وحصل فيكتور فيسكوفو، بصفته حائزاً على وسام المستكشفين في عام 2020، على أعلى وسام شرف في هذا المجتمع. وبصفتها زميلة وطنية، تم تكريم داون رايت لمساهماتها الكبيرة في استكشاف قاع البحر ورسم الخرائط. كما قامت بتأليف والمساهمة في بعض أكثر المنشورات أهمية في مجال تقنيات أنظمة المعلومات الجغرافية البحرية.
لمعرفة المزيد حول رحلة داون رايت التاريخية إلى “تشالنجر ديب”، يرجى زيارة الرابط الإلكتروني التالي: