تعيش المآثر والمعالم التاريخية بمدينة آسفي محنة حقيقية، نتيجة الإهمال والتدبير العشوائي لهذه النفائس التاريخية، وبالتالي يتخوف العديد من المهتمين بالمآثر التاريخية بالمدينة من انهيار أحد الأسوار التاريخية أو الواجهة الأمامية لقصر البحر، وهي معالم تمت حمايتها بترسانة قانونية باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبتوصيات من اليونيسكو ومنظمة الأمم المتحدة ككل، وتأكيد مختلف المواثيق الدولية والنصوص القانونية ذات الطابع المحلي أو الجهوي، ناهيك عن الخطب الملكية الداعية دائما إلى الحفاظ على الموروث الرمزي واللامادي لجميع المغاربة.
فهذه المعالم التاريخية من الأسوار و المباني الأثرية في حاجة إلى عناية وترميم، وهو نداء وجهته فعاليات مدنية للجهات المعنية، باعتبار هذه المآثر ذاكرة تاريخية هامة، ومخزوناً تراثياً يدلّ على حضارة وعراقة الإقليم، موضحين أن جل المباني التاريخية بالإقليم، سواء كانت أسواراً أو قلعا أو أبواباً أو غيرها، قد تعرضت للأضرار كبيرة بسبب عوامل التعرية أو الأحوال الجوية، وبالتالي أصبحت عرضة للإهمال.
وسجل المهتمون بالمآثر التاريخية بالإقليم، بعض التراجعات على مستوى النظافة، في الآونة الأخيرة، نتيجة تراكم النفايات، والتي حولت بعض جنبات هذه الأسوار إلى مراحيض عمومية و مرتعا للتخلص من الفضلات ورمي الأزبال التي تنبعث منها روائح هي الأكثر كراهية، مسببة أضرارا صحية للمواطنين، في ظل غياب المجالس المنتخبة المسؤولة عن التدبير المحلي، معتبرين أن الاعتناء بأسوار المدينة ومآثرها التاريخية، ليست ترفا بل هو عمل يندرج في خانة حفظ للذاكرة والهوية الوطنية وعنصرا أساسيا في التنمية والإقلاع الاقتصادي، محذرين من أن هناك مجموعة من البنيات والمواقع الأثرية والتاريخية بآسفي تستدعي التدخل لحمايتها وإنجاز دراسة تشخيصية وتقنية للحالات الاستعجالية لهذه المعالم التاريخية.
وشددت فعاليات مدينة بآسفي، على ضرورة الإسراع في حماية المآثر التاريخية للمدينة، وذلك بالعمل على ترميمها بطريقة احترافية تراعي الجانب المعماري والأيكيولوجي، مما من شانه أن يحافظ على هذه المنظومة المتعلقة بأسوار المدينة التي تعد معالم فريدة حافظت على خصوصيتها منذ إنشائها من طرف العرب ثم البرتغاليين إلى يومنا هذا، مؤكدين على أن التفريط في هذه المعالم التاريخية، تفريط في هوية المدينة والإقليم، باعتبارها ترمز إلى ماضي حاضرة المحيط، حيث لعبت أدواراً عسكرية في صد كثير من الغزاة، وبالتالي جمعت ما بين الجانب الدفاعي ومظاهر الجمال والرونق والبهاء، كما لعبت أدوارا مهمة على مر العصور والحقب الزمنية المختلفة، ووثقت لأحداث ستظل خالدة في الذاكرة الجماعية المحلية والوطنية.
عبد الرحيم النبوي-المغرب الأزرق-اسفي
.