لا تزال التخوفات من حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر بسبب تهالك هيكل سفينة النفط من “صافر” حيث حذر خبراء ومسؤولون بحريون وبيئيون ، من خطر تسرب النفط من السفينة في باب المندب بالبحر الأحمر، والتي تتعرض للتآكل بسبب إهمالها وعدم صيانتها منذ نحو 30 عاما، في ظل استمرار تعنت ورفض ميليشيا الحوثي، أي خطوة لإصلاحها، ما ينذر بحدوث كارثة بيئية، هي الأكبر عالمياً.
رغم القرار الأممي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والحكومة اليمنية، الذي دعا الى سرعة تفريغ شحنة حوض “صافر” عبر الشركة المنفذة، حتى لا يؤدي هذا التسرب لإحداث كارثة في البحر الأحمر والدول المجاورة له.
منظمات دولية، ذكرت ان تسرب النفط من الناقلة قد يتسبب بفقدان 8 ملايين شخص إمكانية الوصول للمياه الجارية، بالإضافة إلى تدمير مخزون الصيد البحري اليمني في غضون 3 أسابيع، وفي حال حدث التسرب، سيمتد النفط الى ابعد من المياه الإقليمية اليمنية، ليخلف دمارا بيئيا يطال دولا إقليمية، كما قد ترتفع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 80 %.
ويحمل الخزان “إف إس” أو “صافر” على متنه أكثر من مليون و100 الف برميل نفط خام، ويحذر خبراء من وقوع كارثة بيئية في حال تحطمه، في وقت لم يخضع فيه الخزان تقريبا لأي صيانة منذ اندلاع النزاع في اليمن قبل سنوات.
وكانت سفينة صافر وضعت في الخدمة العام 1976، وهي ناقلة نفط كبيرة يبلغ وزنها الداخلي 409,000 طن متري وطاقتها حوالي 3 ملايين برميل نفط، وأصبحت ثالث أكبر ميناء عائم في العالم لتخزين النفط وتصديره إلى العالم.
ويقدر الخبراء أن 75 % من النفط في السفينة سيتبخر خلال يومين تقريبا وفي أفضل الحالات إذا تسرب إلى البيئة البحرية، بالإضافة إلى أن تسرب أي كمية مهما كانت قليلة من أي نفط خفيف، مثل نفط مأرب، يكون التعامل معه غاية في الصعوبة حتى في الظروف العادية، أما في ظروف جائحة كورونا التي تحد من القدرات اللازمة للتعامل مع أي تسرب، فإن التعامل معه وإزالة أثر التلوث يصبح مهمة مستحيلة.