يشكل الإقرار بتأثير التغيرات المناخية على النظم الايكولوجية البحرية معطى إيجابيا و تقدما في التعامل مع الوضع، و مؤشرا مهما لخطر مستدام يعيش المغرب و العالم، تهديداته قد تضرب تداعياته الاستثمارات في الصيد البحري و سلاسل القيمة، و تفرض على الفاعلين الاقتصاديين و صناع القرار من الآن مراجعة جذرية للسياسة العمومة في الصيد البحري التي تقوم منذ زمن بعيد على الاستغلال و لا شئ غير الاستغلال..
و لو أن الإشكال الكبير الذي يعاني منه الصيد البحري كجزء من الأنشطة التي السوسيو اقتصادية التي يعيش عليها حوالي ثلاث ملايين مواطن مغربي، يبقى و سيبقى هو المراقبة ، فلا التشريعات و لا كثرة الأجهزة نجحت في الحد من ظاهرة الصيد غير القانوني العشوائي غير المصرح به، في ظل تدني منسوب القيم و الوعي بأن المحيطات مجال مشترك بين جميع الدول المطلة عليه، بالنظر إلي الثروة السمكية المهاجرة و التيارات العابرة و الناقلة للأحياء و العوالق التي تدخل في تغذية الأحياء البحرية، قبل أن يكون مضخة للأوكسجين ، وموردا للغذاء و الطاقة و منصة عبور المبادلات التجارية بين الأمم و مولدا لملايير فرص الشغل…
مؤسسة “المغرب الأزرق” و منذ إحداثها قبل عشر سنوات (2012-2022)، عملت على التأسيس لطفرة تواصلية في المجال البحري، عبر مجموعة من الآليات و الهياكل و عبر مجموعة من المسالك التي تستهدف بالأساس تنمية الحس و الوعي بالمحافظة على البيئة البحرية و تثمين المجال البحري كرأسمال طبيعي، حيث كانت رائدة في تنظيم العديد من التظاهرات و الفعاليات و اطلاق مجموعة من المبادرات التي اتخذت طابعا وطنيا و إقليميا و قاريا، بمقاربة جد متطورة تتناغم بشكل كبير مع الرؤى الأممية في التنمية المستدامة.
مؤسسة “المغرب الأزرق” و في اطار انفتاحها على جميع الشرائح الاجتماعية ، تطلق مبادرتها قافلة “الحوض المدرسي AQUASCHOOL”، و هي مبادرة نوعية تستهدف الناشئة ، و تهدف بالأساس الى إدماجها في محطيها البيئي و السوسيو ثقافي الإقتصادي ، إيمانا منها أن أي مشروع تنموي لا يمكن أن يستقيم دون و لا أن يستدام إلا عبر التنمية البشرية و تثمين الرأسمال البشري.
“الحوض المدرسي AQUASCHOOL” و حسب حاملي المشروع ستكون منصة تواصلية و تفاعلية مع الناشئة بالمدارس و الفضاءات التربوية ، تطرح مبادئ و قيم التربية و التكوين على سبل المحافظة على البيئة البحرية ، و الاطلاع على ما يزخر به المغرب من مؤهلات طبيعية و رصيد بحري ثقافي و تاريخي يساهم في تنمية و ترقية الحس بالمسؤولية و المواطنة من أجل مجال بحري مستدام في شكل أنشطة تربوية و عروض ورشات تعليمية، حيث تم انتاج العديد من الوسائط التواصلية و دعائم بيداغوجية بلمسة خاصة.