لم يلتفت المجتمع البحري بالمغرب الى العوامل المتدخلة في التغيرات المناخية في التأثير على البيئة البحرية و النظم الإيكولوجية .
فرغم التحركات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية و الحد من الانبعاثات الكربونية ، و استعمال المواد البلاستيكية ، يبقى المغرب من الدول التي لم تنخرط بشكل فعلي في أي مبادرة فعلية تجسد إرادة الدولة و التزاماتها خلال مؤتمرات المناخ و خصوصا COP22.
و الحديث طبعا عن قطاع الصيد البحري و قطاع الموانئ ، فعدا بعض الأنشطة الموسمية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة كمبادرة بحر بلا بلاستيك ، إلا أن باقي الفعاليات التي يتعلق مصيرها بالتغيرات المناخية تعتبر نفسها غير معنية. باستثناء غرفة الصيد البحري المتوسطية ، التي أعلنت عن إطلاق مبادرة “مراكب خضراء”، بشراكة مع مؤسسة المغرب الأزرق، و هي مبادرة جد نوعية تسعى من خلالها الطرفان الى إشراك المهنيين و طواقم المراكب في حماية البيئة البحرية باعتبارها مسؤولية جماعية.
و يشكل تجهيز مراكب الصيد بحاويات للنفايات الصلبة محور من المحاور التي تحبل بها المبادرة، حيث يتم خلال رحلة الصيد تجميع النفايات و البقايا و تفريغها داخل الميناء بتعاون مع مصالح الوكالة الوطنية للموانئ و جماعة موطن الميناء.
يوسف بنجلون رئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية و خلال أشغال الدورة العادية الأخيرة أكد على أهمية انخراط مهني الصيد البحري و مجتمعات الصيد البحري في حماية البيئة البحرية و المساهمة في الحد من تحول المصايد الى مطارح للنفايات، مشيرا الى ضرورة تجهيز مراكب الصيد البحري و القوارب بحاويات للنفايات كمبادرة أولية في أفق تطوير تصور متكامل بشراكة مع باقي الأطراف المعنية.
من جانبه لفت رؤوف الحنصالي الكميات المهولة من النفايات الصغيرة التي تلقى في البحر من طرف الصيادين و المرتادين للبحر و السياح، و منها أعقاب السجائر و الأكواب البلاستيكية و المساحات و لفافات الأكلات الخفيفة و الحلويات….
كما حث المهنيين على تتبع حالة معدات الصيد العالقة خلال رحلة الصيد و تنصيب علامات تشوير لتسهيل تفكيكها و سحبها من طرف الغطاسين.
و تعاني الدائرة البحرية المتوسطية من ارتفاع نسبة التلوث،ما يؤثر بشكل كبير على البيئة البحرية و النظم الايكولوجية بالمنطقة ، حيث تقذف أكثر من 22 دولة نفاياتها بشكل مباشر في البحر الأبيض المتوسط ، فضلا عن مخلفات عشرات الالاف من الوحدات الملاحية في الصيد البحري و التجارة و التعدين و الطاقة و السياحة.
هذا و تبقى مبادرة مراكب خضراء التي أعلنت عنها غرفة الصيد البحري المتوسطية من المبادرات النوعية التي تعكس مستوى الوعي المهني و التفكير خارج الصندوق فيما ما يخص المحافظة على الثروة السمكية التي بقيت حبيسة مخططات “حل/ سد” و خلق التوازن بين الكثلة الحية و جهد الصيد، فيما تبقى التنظيمات المهنية رهينة التوجيهات الرأسية.