يبدو جليا من استمرار هدر الأرواح البشرية بشكل سافر، و التسبب في خسائر فادحة لأرباب المراكب و المجهزين بسبب الخطأ البشري الجسيم، ضرورة إخراج قانون يحمي أطقم الصيد و ممتلكات المجهزين و ذوي الحقوق ، يتحمله ربابنة الصيد باعتبارهم المسؤولين المباشرين عن أي قرار بخصوص الإبحار، كما يجب على المحققين في حوادث البحر إتمام المساطر و إحالة الملفات على القضاء كما هو الحال في مدونة السير، لتمييز المسؤوليات.
إد لا يعقل و مداد مقالات سابقة في ذات السياق و الموضوع لم يجف بعد، و نحن نتحدث فيها عن السلامة البحرية و المسؤوليات المهنية و الأخلاقية من أجل الحد من هدر الثروة البشرية، و تثمين الرأسمال البشري قبل تثمين المنتوجات البحرية أن نسمع عن فقدان 10 بحارة لمركب الصيد الساحلي دفعة واحدة في الساعات الأولى من صباح اليوم قبل أن تطوى سنة2020 “عام الحزن”، و السبب سوء الأحوال الجوية.
المنطق يقول باتخاذ جميع الاحتياطات و التدابير الأزمة من أجل سلامة الطاقم و سلامة المركب و أولها التقية من الطبيعة التي لها قانون واضح و صريح و لا يحتمل المناورة، خوصوا و أن الفترة تعرف تقبات جوية و سوء في الأحوال الجوية، كما أن أغلب الربابنة و البحارة و حتى المجهزين أصبحوا على بينة و يتتبعون “المنزلة” عبر تطبيقات هواتفهم الذكية. و ليس الانتحار و التسبب في القتل العمد لعشر ضحايا ذنبهم الوحيد انهم انصاعوا لأوامر “الرايس”، تحت ضغط الحاجة الى مورد رزق و الاستفادة من ما ستجود به عليهم شباك الصيد في موسم الأخطبوط المنتظر.
ما يؤسف أن يفقد 10 بحارة دفعة واحدة “بالجملة” في حادث بسبب طيش الربان و ليس سوء الأحوال الجوية، و التسابق نحو المصيد أوقع المركب بمن فيه في المصيدة. و سنتأسف جدا و قائمة ضحايا حوادث البحر في قطاع الصيد البحري تزيد ارتفاعا بالعشرات و ليست بالأفراد كما كانت من قبل.
عشر بحارة يعني عشر اسر ، و عشر موارد زرق لعائلات ، و عشر أرامل وأمهاتهم الثكالى ، أو عشرات الأيتام.
جائحة كورونا، كشفت أن الدولة لها مسؤولية عظمي في حماية الأفراد و الممتلكات و الاقتصاد، بجميع الوسائل تابعنا كيف يستعمل الإعلام و لا يزال بجميع التقنيات و الطرق و الوسائل الناعمة و العنيفة، و كيف تخاطب السلطات العمومية و الأمنية المواطن باللين و بالعنف تحت طائلة حالة الطوارئ.
في قطاع الصيد البحري…..لا نزال نحصي الضحايا ، نجمع مساعدات لأسر الضحايا ، نبعث برقيات تعزية و مواساة…..تحال الملفات على التأمين لاستخلاص ذوي الحقوق المستحقات…و ندير ظهورنا عن بداية مأساة إنسانية تتحملها أسر الضحايا خصوصا الأرامل و الأيتام.
كنبها للمغرب الأزرق
حاميد حليم- مستشار في الإعلام البحري و التواصل.