نظمت الجمعية التونسية من اجل صيد بحري مستدام (TSSF) يوم 27 نونبر 2024 ، أشغال اليوم الدراسي حول “التنوع البيولوجي البحري والشعاب الاصطناعية: تعزيز القدرات والإدارة المستدامة للنظم البيئية”، بمنطقة المنزه أريانة، و بحضور مجموعة واسعة الخبراء والباحثين و مهني الصيد البحري و صناع القرار السياسي.
اللقاء يندرج في إطار فعاليات اليوم العالمي للصيادين البحريين وعمال البحر، و هو مناسبة لتسليط الضوء على المخاطر البيئية التي تهدد خليج تونس و المبادرات المبتكرة لمواجهتها
كما يندرج في إطار مشروع “MedFishMan”الذي انخرطت فيه الجمعية التونسية من اجل صيد بحري مستدام (TSSF) منذ سنة 2022، لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية-الاقتصادية للمجتمعات الساحلية بخليج تونس، وخاصة بلدية رواد، انسجاما مع أهداف التنمية المستدامة.
فعاليات اليوم دراسي حول “التنوع البيولوجي البحري والشعاب الاصطناعية تم خلالها عرض شريط وثائقي “حان دورنا الآن!”، الذي أبرز جهود الصيادين الحرفيين في حماية الموارد البحرية رغم التحديات المتزايدة.
كما تميز برنامج الفعاليات بتقديم عروض نوعية من حيث المحتوى حول مشروع، MedFishMan ،واستعراض تجربة الشعاب الاصطناعية التي أشرف عليها”نوفل حداد” الخبير الدولي في الصيد البحري و تدبير ،وعرض للدكتورة جان زوالي، خبيرة في علم الأحياء البحرية،في موضوع تدهور النظام البيئي البحري بسبب التلوث والممارسات غير المستدامة.
كما تم بذات المناسبة تقديم برنامج أكاديمية الصيد المستدام الذي تشرف على برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة في الصيد البحري، و الذي تديره ريم موساوي.
مشروع مدفيشمان و حسب بسام الصغير رئيس الجمعية التونسية من اجل صيد بحري مست يتماشى بشكل كامل مع التوجيهات الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر التي اعتمدتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، و ذلك من خلال تعزيز الإدارة العادلة والمستدامة للموارد البحرية، حيث يدعم المشروع بشكل فعّال مجتمعات الصيادين الحرفيين، و يعزز من قدراتهم و و يقر بدورهم الحيوي في حفظ النظم البيئية. ما يدعم بشكل فعال سبل عيش كريمة، و يوفر حماية آمنة للتنوع البيولوجي البحري، ويعزز من مرونة النظم البيئية الساحلية، و يساهم في تقليص الفقر وتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
ذات المصدر سلط الضوء على ما تم إنجاز من طرف الجمعية في إطار مشروع” مدفيشمان” حيث تم :
- إغراق الشعاب الاصطناعية: إنشاء ثلاث مواقع استراتيجية في رواد على مساحة 680 هكتارًا لتوفير ملاذات للتنوع البيولوجي البحري واستعادة النظم المتدهورة.
- رصد علمي للنظم البيئية: تقييم مستمر لتأثير الشعاب الاصطناعية على التنوع البيولوجي، بما يشمل دراسات حول كثافة الأنواع وتنوعها.
- تعزيز قدرات الصيادين الحرفيين: تنظيم دورات تدريبية، خاصة عبر أكاديمية الصيد التقليدي المستدام، لتشجيع تقنيات صيد صديقة للبيئة وتحسين دخل الصيادين. وقد استفاد حتى الآن أكثر من 120 صيادًا و18 امرأة من برامج الأكاديمية.
- التوعية المجتمعية: من خلال حملات تعليمية وأفلام وثائقية مثل “حان دورنا الآن!”، يهدف المشروع إلى حشد المواطنين وصانعي القرار للحفاظ على الموارد البحرية.
- الدعوة لسياسات مستدامة: الدفع نحو اعتماد تدابير ملموسة للحد من التلوث، وحظر تصريف مياه الصرف الصحي في البحر، وزيادة عدد المناطق البحرية المحمية.
و في ختام الفعاليات دعا المشاركون إلى تبني إجراءات فورية لإنقاذ خليج تونس:
- فرض سياسات صارمة ضد التلوث البحري.
- تعزيز الرقابة البيئية وحماية المناطق الحساسة.
- تقديم دعم مالي ولوجستي لتوسيع مشاريع الشعاب الاصطناعية.
- إطلاق برامج وطنية للتوعية بأهمية التنوع البيولوجي البحري.
- تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات والصيادين والباحثين لإيجاد حلول مستدامة.
- دعم المبادرات المحلية مثل أكاديمية الصيد البحري التقليدي المستدام.
و تعد الجمعية التونسية من اجل صيد بحري مستدام (TSSF) مرز الجمعيات النشطة في مجال اختصاصها، و التي جعلت من التنمية المستدامة لمجتمعات الساحل أحد الاوراش الكبرى في مواجهات التحديات المستجدة و على راسها التغير المناخي و سبل تحقيق تكيف اجتماعي و سوسيو اقتصادي مع الظاهرة و تأثيراتها و تداعياتها.