في أول خروج ميداني لها، بعد تعيينها كاتبة للدولة مكلفة بالصيد البحري ،حلَّت السيدة زكية الدريوش بالداخلة، القطب الإقتصادي في الصيد البحري و الصناعات السمكية، في زيارة وصفت بالناجحة، بالنظر الى كثافة الأنشطة المبرمجة، و طبيعتها ن و السياق الذي تأتي فيه.
حيث قامت بزيارة تفقدية لميناء الداخلة في الصيد البحري للإطلاع على سير نظام تفريغ مصطادات سفن الصيد المياه المبردة RSW، و التي أصبحت تخضع لمراقبة تقنية و رقمية صارمة بفضل نظام قياس وزن المفرغات الذي انطلق خلال سنة 2024.
سفن الصيد المياه المبردة RSW التي كانت منذ أكثر عقد محل انتقاد من طرف الرأي العام المهني و البيئي اتجاه الوزارة الوصية ، بسبب تقنيات الصيد و حجم المصطادات و كميات المفرغات و مسالكها نحو الأسواق . فقد أصبحت هذه الوحدات نموذجا في الصيد الصناعي المستدام، بفضل التعاون بين الفاعلين و الإدارة من حيث التأطير و المواكبة، و ذلك من خلال التقنيات المستعملة في الصيد و أجهزة الرصد و المسح و التتبع، ما يجنب الثروة السمكية الهدر.
زيارة زكية الدريوش لوحدات الصيد بالمياه المبردة تحمل أكثر من رسالة تطمئن من خلالها الرأي العام المحلي و المهني و المنظمات البيئية و الفاعلين الاقتصاديين في باقي أصناف الصيد على أن القطاع الوصي على الصيد البحري يتحمل مسؤوليته في ضمان استدامة الصيد، و يلتزم بتنفيذ اهداف استراتيجية اليوتيس لتجويد و تثمين المنتوج.
زيارة كاتبة للدولة المكلفة بالصيد البحري، رسالة تؤكد من خلالها السيدة زكية الدريوش على وفائها بتعهداتها خلال الاجتماعات السابقة مع المهنيين ، باتخاذ نفس المسافة مع جميع الفاعلين الاقتصاديين ، خصوصا بعد الاتهامات التي لحقت سفن الصيد المياه المبردة RSW كونها السبب المباشر في تراجع المخزون (س)، حيث تؤكد جميع البيانات العلمية الصادرة عن أكثر من جهة وطنية و دولية على أن ظاهرة النينيو الطبيعية و التي تزحف على الساحل الغربي لأفريقيا هي من أحدثت تغيرات متطرفة على المنظمة البيئية و رفعت من حرارة مياه البحر.
زيارة كاتبة للدولة مكلفة بالصيد البحري لسفن الصيد المياه المبردة RSW هي رسالة كذلك الى الراي العام المهني بأهمية اعتماد التكنولوجيا المتطورة في الصيد من أجل صيد مستدام، و مواكبة التطور الذي يعرفه قطاع الصيد و الملاحة فيما يخص التجهيزات و الاليات من الجيل الجديد.
تبقى الإشارة الى أن رؤية قطاع الصيد قبل أكثر من عقد فيما يخص تثمين المنتوج السمكي السطحي، ربما لم ينل حقه من المواكبة الإعلامية، و ذلك بسب الظرفية و السياق الذي جاء فيه، حيث كان العزم على مغربة الاستغلال و توطين تثمين المنتوج بالأقاليم الجنوبية ، و ادماج الساكنة المحلية في العملية التنموية، و هو ما يتجسد فعليا بعد عقد كامل، بفضل انخراط الفاعلين الاقتصاديين في هذا المشروع الوطني الكبير ، حيث مكَّن الأسطول الوطني لسفن RSW من تلبية حاجيات وحدات الإنتاج الصناعي العملاقة، و وفر فرص شغل تعد بمئات الآلاف فضلا عن العائد الاقتصادي و التنموي على الإقاليم الجنوبية و ترقية مكانة المغرب كأول منتج بالقارة الافريقية و أحد عمالقة الصناعات السمكية في العام.
هذه الدينامية السوسيو اقتصادية ، كان لها الفضل لتجعل من الصيد البحري خصوصا السطحي، احد الأوراق الاستراتيجية في الديبلوماسية المغربية إن على المستوى الاقتصادي و السياسي.
كتبها للمغرب الأزرق الأستاذ حاميد حليم
مستشار في الإعلام البحري و التواصل
عضو المركز الإعلامي للصيد المستدام بأفريقيا.